كشف المهندس محمد سيد صابر، الجاسوس المصرى المسجون بطره والمحكوم عليه
بالمؤبد لمدة 25 عاماً بتهمة التخابر لإسرائيل بسبب إفشاء معلومات حول
الطاقة الذرية فى مصر، فى اتصال بـ"اليوم السابع" من داخل السجن أنه تقدم
بالتماسات لكل من المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات باعتباره
رئيس المجلس العسكرى الذى يتولى حكم البلاد، وللمستشار عبد المجيد محمود
النائب العام، بغرض الإفراج عنه أو فتح ملف القضية مرة أخرى لإعادة
محاكمته محاكمة عادلة، خاصة أنه ظلم فى النظام السابق الذى كان يختلق
قضايا للرأى العام من أجل ادعاء البطولات، على حد قوله.
وأضاف صابر أن بعض زملائه بهيئة الطاقة الذرية اتصلوا به بعد ثورة 25
يناير، وأبدوا استعدادهم للشهادة فى القضية بأن المعلومات التى اتهم
بنقلها ليست سرية ولا تهدد الأمن القومى المصرى، موضحا أن هؤلاء الزملاء
تقدموا بالتماس للنائب العام بذلك، وأنهم كان مضغوطا عليهم من جهاز الأمن
السابق، مضيفا أن رجال الرئيس المخلوع حسنى مبارك كان لديهم كبرياء فى
الاعتراف بأن القضية ليست حقيقية، قائلا: "ربنا انتقم لى منهم فما حدث
لمبارك ابتلاء من ربنا بسبب ظلمه للناس".
وأكد صابر أنه لم يحاول الهرب من السجن مثلما فعل آخرون فى سجون أخرى،
وذلك خوفا من اغتياله على يد أجهزة الأمن وقتئذ والانتهاء من مطالباته
بإعادة المحاكمة، موضحا أن المحامى الخاص به سوف يقوم برفع دعوى خصومة على
محكمة النقض لعدم الاختصاص.
وحول متابعته لقضية الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل الذى تم القبض عليه
مؤخرا، قال صابر: "من الممكن أن يكون جاسوسا وممكن لا، لكن هناك تضخيماً
للأمور" وتابع قائلا: "يعنى ممكن تكون المعلومات صحيحة بنسبة 20% ويتم
بناء معلومات خاطئة عليها بنسبة 80%"، مضيفا "هذا ما حصل فى حالتى، كيف
يتم تجنيدى فى 12 يوما، ده لو واحد عايز يتعرف على واحدة بيأخذ شهور".
وأكد سيد صابر أنه متابع لما يحدث فى الشارع المصرى وأنه لو تم الإفراج
عنه فسوف يرشح نفسه رئيسا للجمهورية، وأنه يحمل برنامجا لتطوير مصر لتصبح
من الدول العظمى الثمانية خلال عشرين سنة أو من الدول الصناعية العشرين
خلال عشر سنوات، كما يحمل البرنامج حل المشكلة الفلسطينية، بحيث يتم إقامة
دولة فلسطينية مقابل تطبيع العرب مع إسرائيل، قائلا: "لا أقول إن
الإسرائيليين جيدين، لكن لابد أن تربطنا علاقات بكل دول العالم، مع
إسرائيل وإيران "والجرى وراء الفكر التقليدى بأن الإسرائيليين خونة "كلام
ميأكلش عيش للشعب".
وحول سقوط مبارك قال صابر ساخرا وضاحكا رغم سجنه: "مبارك ارتكب خطأ كبيرا
بتركى فى السجن، لأنه لو كان أفرج عنى كنت سأعطى له برنامجى الانتخابى
الذى أعددته فى السجن خلال الأربع سنوات الماضية، ووقتها كان سيظل فى
الحكم هو وأولاده وأحفاده لكن ده حظى وحظ الشعب المصرى"، مضيفا أن أخبار
نزلاء طره من الوزراء تأتى إلينا ونتابع حالة مبارك وآخر حاجة علمنا بها
إصابته بالسرطان ونحن لا نشمت فيه، ولكن هذا ابتلاء من ربنا له، وأنهى
صابر حديثه بالإشارة لأسرته وأنه طلق زوجته رغما عن إرادتها، وأن بناته
يأتين لزيارته بصحبة والديه.
الجدير بالذكر أن أحداث قضية الجاسوس محمد سيد صابر تعود إلى عام 2007
بإعلان القبض عليه بتهمة التخابر لصالح "الموساد" بالاشتراك مع اثنين من
الأجانب أحدهما أيرلندى والآخر يابانى، وجرى تفتيش الأماكن التى يتردد
عليها فى القاهرة وأعلنت أجهزة الأمن ضبطها كمبيوتر خاص به، وكذلك أدوات
"إخفاء" خاصة بحفظ الاسطوانات المدمجة، وبعض المعلومات السرية الخاصة
بهيئة الطاقة الذرية، وهو ما نفاه صابر، مؤكدا أنها كانت مجرد محاولة
للتجنيد وأنه لم يتعامل مع الموساد، بل هو الذى تقدم بالإبلاغ فى السفارة
المصرية بالسعودية.
المصدر