وصلت إلى جهاز الأمن الإسرائيلي مؤخرا تقارير غير رسمية حيال وجود مشكلة في وضع البرنامج الإلكتروني في الطائرات المقاتلة الأميركية من طراز "أف- 35"، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير تسلم سلاح الجو الإسرائيلي لتلك الطائرات لسنتين، وليس قبل العام 2018.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها الصادر في 13 نيسان/ أبريل، إن هذه التقارير تثير قلقا في إسرائيل التي بدأت تدرس بدائل عسكرية أخرى.
يُذكر أن مقاتلات F-35 هي الأكثر تطورا في العالم، وتَعتبر إسرائيل أن الصفقة التي أبرمتها مع شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin الأميركية المصنعة لشراء 20 طائرة كهذه، بمبلغ 3 مليارات دولار تقريبا، ستُرسّخ التفوق النوعي العسكري الجوي لإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن تقريرا رسميا وصل إلى إسرائيل من الولايات المتحدة حول الموضوع، تبين منه أن تسلّم إسرائيل لتلك الطائرات سيتأخر عن الموعد المتفق عليه في العام 2016.
يُشار إلى أن إسرائيل طلبت وضع أجهزة في الطائرات التي اشترتها تشمل أجهزة اتصال وحرب إلكترونية وسيطرة ومراقبة من صنع شركات إسرائيلية، تضمن تفوق هذه المقاتلات حتى على الطائرات من الطراز نفسه التي بحوزة الولايات المتحدة، وذلك بهدف حفاظ إسرائيل على تفوقها النوعي في المجال الجوي على دول في الشرق الأوسط، وبينها مصر والسعودية التي يوجد بحوزتها طائرات مقاتلة أميركية متطورة من طراز "أف-16".
ويكتسب حصول إسرائيل على طائرات "أف-35" أهمية بالنسبة لإسرائيل على ضوء قرار الجيش الإسرائيلي بوقف استخدام طائرات "أف-16" قديمة موجودة بحوزته حاليا.
وبسبب تأخير تسلم طائرات "أف-35" يبحث الجيش الإسرائيلي بدائل، بينها شراء سرب طائرات "أف-15" مستعمل من الولايات المتحدة بهدف سدّ الفجوات الحاصلة نتيجة وقف استخدام الطائرات المقاتلة القديمة، والإمكانية الثانية هي شراء سرب طائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف-16آي" المتطورة.
في موازاة ذلك، يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لإرسال طيارين لتأهيلهم في الولايات المتحدة وإعداد بنية تحتية للصيانة في إسرائيل، من أجل تقصير الفترات الزمنية لاستيعاب طائرات "أف-35".
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن تأخير تسلم إسرائيل طائرات "أف-35" يثير قلقا في إسرائيل على إثر تقييمات الجيش للعام 2011 التي تتحدث عن "تصاعد دراماتيكي في التهديدات على إسرائيل"، في أعقاب تقوّض الأنظمة العربية وتغيّر بعضها، لاسيما في مصر وتونس، وأيضا على ضوء "حقيقة أن سوريا وحزب الله وضعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية على أنها الهدف الأهم والصواريخ التي بحوزتهما تغطي كل مكان في إسرائيل".
إضافة إلى ذلك يعتقد المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن على الجيش أن يكون مستعدا لاحتمال حدوث تصعيد ومواجهة في أكثر من جبهة في آن واحد، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع والجيش إلى المطالبة بزيادة ميزانية الأمن.
يُذكر في هذا السياق تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة أجرتها معه مؤخرا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأنه "من الجائز أن علينا استثمار 20 مليار دولار إضافية من أجل تحسين جهاز الأمن الإسرائيلي في الجيل القادم"، وأن
إسرائيل قد تطلب هذا المبلغ من الولايات المتحدة
الرابط منتديات الأطلس.