نقلت جريدة القدس العربي اللندنية عن صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه وفقا لمصادر استخبارية غربية، لن تكون مدينة إيلات، في أقصى جنوب إسرائيل، بمأمن من تهديد صواريخ سكود في الحرب القادمة، مشيرة إلى أنه في حرب الخليج الأولى، عام 1991، تحولت إيلات إلى ملجأ للإسرائيليين الهاربين من منطقة المركز التي كانت تتعرض لقصف الصواريخ العراقية.
ولفت المحلل للشؤون العسكريّة في يديعوت، إليكس فيشمان، إلى أن صحيفة 'نيويورك تايمز' كانت قد نشرت في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، 2010، وثائق من موقع ويكيليكس تشير إلى أن سوريا سلمت حزب الله 10 صواريخ أرض - أرض من طراز "سكود دي" Scud D، كما تمّ تهريب صواريخ بعيدة المدى إلى لبنان قادرة على قصف أهداف على بعد 700 كيلومتر من نقطة الإطلاق.
وقالت الصحيفة، بحسب المصادر الاستخبارية الغربية إن حزب الله قام بنشر هذه الصواريخ بحيث تهدد مواقع حساسة في العمق الإسرائيلي، ولم تستبعد أن يكون المفاعل النووي في ديمونا بين تلك الأهداف، علاوة على ذلك، أشارت تقديرات المصادر الاستخبارية إلى أن بعض هذه الصواريخ تم توجيهها باتجاه إيلات.
ونقل المحلل للشؤون العسكريّة عن مصادر إسرائيلية مختصة قولها إن توجيه الصواريخ باتجاه ما سماها بمدينة الاستجمام، أي إيلات، هو لأغراض إعلامية، وكرسالة للإسرائيليين مفادها أن المدينة الملجأ لم تعد آمنة، مشيرا إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال في خطاب له في السابق إنه لا توجد أي منطقة في إسرائيل لا تطالها صواريخ حزب الله.
وبحسب الصحيفة، فقد تم توجيه أكثر من 4 آلاف صاروخ باتجاه منطقة المركز، وهي صواريخ بعيدة المدى تم نشرها في سوريا ولبنان. وأضاف المحلل فيشمان قائلاً إن سوريا وحزب الله قادران اليوم على إطلاق عشرات الصواريخ في كل صلية. وكتبت الصحيفة أن التوقعات المستندة إلى وتيرة التسلح في الجبهة الشمالية، فإنه في العام 2012 سيصل عدد الصواريخ الموجهة إلى تل أبيب أكثر من 5 آلاف صاروخ.
كما قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر استخبارية، وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب إن حزب الله كثف من عملية نقل أسلحة كانت مخزنة في سوريا لحسابه بعد اندلاع الاضطرابات، أواسط آذار/ مارس الماضي، حيث يقوم بنقل هذه الأسلحة وتوزيعها فوراً على قواته، وليس إلى وضعها في مستودعاته.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ هذه الخطوة جاءت تحسباً لوقوع الأسلحة بأيدي المناهضين للعلاقة المميزّة بين دمشق وحزب الله.
جدير بالذكر أن هذه التصريحات تزامنت مع حركة التنقلات التي يقوم بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد بيني غانتس، والتي شملت الجبهة الشمالية التي تحظى بأهمية خاصة في إسرائيل، حيث جرى تعيين الجنرال يائير غولان قائدا للمنطقة الشمالية بدلاً من غادي إيزنكوت.
ونشر الناطق الرسمي بلسان جيش الاحتلال، على موقعه الإلكتروني، أن حزب الله أقام أكثر من ألف تحصين في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني، ونشرها في حوالى 270 قرية في المنطقة نفسها.
ولفت إلى أن حزب الله يواصل تسلحه بدعم من سوريا وإيران، وأن النظام الحاكم في دمشق يواصل تهريب الأسلحة إلى الحزب في لبنان، بحيث أن ترسانة الأسلحة التي يملكها الحزب باتت تشمل صواريخ طويلة المدى باستطاعتها ضرب العمق الإسرائيلي في أي مكان.
ونبه أيضاً إلى إنه منذ أن وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها، أقام حزب الله حوالى 550 تحصيناً في جنوب لبنان، تحتوي على أسلحة مختلفة، لافتاً إلى أن هذه المعلومات تعتمد على شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان).
وقال الناطق إن الحزب أقام حوالى 350 تحصيناً تحت الأرض، وقام بنقل الأسلحة المتطورة إليها، مشددا على أن هذه التحصينات موجودة داخل القرى اللبنانية في الجنوب.
ولفت إلى أنه وفق تقديرات اللواء الشمالي فإن حزب الله ضاعف عدد عناصره منذ حرب لبنان الثانية، وأشار إلى أنّه وفق التقديرات الإسرائيلية فإن حزب الله يمتلك اليوم أكثر من أربعين ألف صاروخ، وبالتالي في حال اندلاع الحرب سيكون حزب الله قادراً على توجيه 500 حتى 600 صاروخ يومياً باتجاه العمق الإسرائيلي.
وزعم أن المركز الرئيسي للأسلحة يوجد في قرية الخيام، حيث يخزن الحزب هناك مئات الصواريخ والمقذوفات، مضيفاً أنه في هذه القرية يوجد أكثر من ألف مقاتلٍ من الحزب، وهم على أهبة الاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل.
وخلص الناطق إلى القول إنّه وفقاً للمعطيات التي ذُكرت فإن حزب الله، بمساعدة من إيران وسوريّا، عاد إلى العمل في المنطقة الشرقية من الجنوب اللبناني، على نسق العمليات التي كان يقوم بها عشية اندلاع حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006.