adil المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 428
نقاط : 13185 تاريخ الميلاد : 08/07/1990 تاريخ التسجيل : 01/01/2011 العمر : 34 الدولة : الموقع : atlas.ahladalil.com
| موضوع: القوات الخاصة بين المقدرة العقلية والقوة البدنية الأحد سبتمبر 04, 2011 8:06 am | |
| في كل مرة يشارك فيها الجندي أو البحار أو الطيار في معركة ما تتحدد دروس , ولكن هذه الدروس لا يُستفاد منها إلا بعد تطبيقها , والقوات الخاصة البريطانية والتي تعتبر من بين الأفضل في العالم تأخذ التدريب مأخذ الجد , وتشارك الحكومة البريطانية الكثير من الخبرة التي تكتسبها في هذا المجال مع الدول الصديقة والحليفة . التجربة البريطانـية ويبدأ التدريب الذهني بالإضافة إلى تدريب العضلات منذ البداية , فأغلب القوات الخاصة الجيدة تختار جنودها من الوحدات الجيدة , فالمعروف أن الوحدة الجوية الخاصة SAS التابعة للجيش البريطاني تختار المتخصصين ممن لديهم خلفيات وتجارب مختلفة , وهي تستبعد غير اللائـقين بدنياً ليس من خلال إختبارات القوة بل من خلال إختبارات في تسلق الجبال في ويلز لإخبار القدرة على التحمل وليس لإخبار القدرة على حمل الأثـقال , وكثيرون من أفضل جنود القوات الخاصة أقصر قامة من المتوسط , ولكنهم شباب يتميزون ببنية قوية وبالقدرة الذهنية التي تمكنهم من الإستمرار في عملهم في الظروف الباردة والرطبة وأيضاً وهم جائعون . وتـقوم الوحدة الجوية الخاصة بتجنيد الجنود المدربين بالفعل , وعادة ممن يكون لديهم خبرة علمياتية , مما يجعل إضافة المهارات الخاصة المطلوبة لمهام الكتيبة العديدة أمراً أكثر سهولة , فهم متخصصون في كثير من الأحيان كخبراء إشارة أو لوجستيات أو كرماة مدفعية , أو قد يكونوا جنود مشاة أو طياري طائرات عمودية أو قادة دبابات , فهم لديهم شيء مايتطلع الجيش البريطاني إليه وإلى إستغلاله . وجنود القوات الخاصة الجيدون لا يعملون على إظهار أنفسهم وسط الجمهور فهم بعكس الرينجرز , وجنود دلتا الأمريكيين على سبيل المثال لا يعلنون عن وجودهم بعد ساعات العمل من خلال الشعر القصير أو من خلال الوشم على أجسادهم . أما وحدة الزوارق الخاصة SBS التابعة لسلاح مشاة البحرية الملكي فلديها سياسة مماثلة في ما يتعلق بالتجنيد والتدريب , فهي تجند السباحين الجيدين الذين يتميزون بمهارات خاصة بما في ذلك إستخدام أجهزة اللاسلكي أو الأجهزة المرتبطة بالأقمار الصناعية , كما أنهم بنفـس القـدر من الممكن أن يأتوا من أيِّ من تخصصات سلاح مشاة البحرية . وتقوم بعض وحدات القوات المسلحة بالتدريب مع القوات الخاصة لإكساب المهارات التي سيحتاجونها للعمل جنباً إلى جنب , أو في إسناد القوات الخاصة النظامية , فعلى سبيل المثال كثيراً ما يحتاج ضباط المراقبة الأمامية أو مسيطري المدفعية أو المسيطرين الجويين الأماميين على التدريب على العيش والبقاء على قيد الحياة في مقـدمة الخط الأمامي لقواتهم , ففي حرب فوكلا ند عام 1982 قام جنود الجيش البريطاني بإسناد السفن الحربية لسلاح البحرية الملكي من حيث إسناد نيران المدفعية البحرية , ومن ثم دخلوا إلى المنطقة التي يسيطر عليها الأرجنـتـيـنيون , وكانوا في ذلك يستخدمون المهارات التي تدركها الوحدة الجوية الخاصة ووحدة الزوارق الخاصة , ولم يستطع الجيش الأرجنـتـيـني إكتشاف أو الإشتباك مع أيِّ من هؤلاء الجنود رغم تفوق الجيش الأرجنـتـيـني عدداً بمعدل عشرة إلى واحد . القوات الخاصة الأمريكية وفي أفغانستان , خلال عامي 2001-2002 , قامت القوات العملياتية الخاصة الأمريكية بنشر جنود مدربين على العمل مع مختلف المجموعات الأفغانية التي تتميز بمهارة اللغة ومدربة على إستخدام أحدث أجهزة تعيين الأهداف بالليزر وأجهزة GPS لطلب الهجوم الجوي ضد قوات طالبان وبن لادن , وبالعمل عن كثب مع وكالة الإستخبارات المركزية المدنية استطاعت القوات العملياتية الخاصة الأمريكية أن تتوغل في المناطق التي تسيطر عليها طالبان وأن تبقى فيها وتساند الحملة الجوية . وهنا أيضاً جاء أخصائيون مدربون على الحرب في المناطق الجبلية للقتال مع القوات الأمريكية ضد طالبان , فقد جاء الدنماركيون والاستراليون (وهؤلاء مثلهم مثل البريطانـيين يحظون بتقدير كبير لتدريبهم ومبادرتهم) والألمان والفرنسيون والهولنديون . وتمتد جذور القوات الخاصة الأمريكية إلى العديد من العمليات التي أعقبت عام 1945 بما في ذلك فـيتنام , فقد كان على (ذوي القبعات الخضراء) هؤلاء الذين يطلق عليهم لقب (المستـشـارين الخاصين لجيش فيـتنام الجنوبية) أن يقوموا بتدريب المجموعات المضادة للشيوعـيين من الجنود الاحترافيين ورجال القبائل المجندين أو غير النظاميين ليصبحوا قوة قتالية , وفي بعض الحالات كان عليهم أيضاً أن يحاربوا إلا أنهم كانوا هناك في العادة لتقـديم خدمات التدريب . وقد أنشأ البنتاجون منشأة في ولاية كارولينا الشمالية ليتدرب فيها جنود القـوات الخاصة , مع إستخدام منشآت أخرى في بنما والصحراء الأمريكية وألاسكا لصقـل المهارات المطلوبة بالنسبة للظروف الخاصة , وكان الأمريكيون قد رأوا أنه من المهم تكوين قوة تتحدث لغات معينة (اللغات الآسيوية بالنسبة لفـيتنام ولغات أوروبا الوسطى في حالة ما إذا كانت هذه القـوة مطلوبة في زمن الحرب الباردة) فقاموا بتجنيد مهاجرين من كل من القارتين يتمتعون بمهارات لغوية تعلموها في بلادهم أو لغتهم تقريباً , فكانوا في بعض الأحيان يتحدثون البولندية أو اللاتينية أفضل من الإنجليزية . الجهود العربية ولم يكن ذلك مجال الجيوش الغربية الكبرى فـقـط , ففي عام 1973 كانت هناك القوات البحرية الخاصة المصرية التي قانت بالسباحة عبر قناة السويس وهاجمت القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل سيناء , فـقـد تدربت هذه القوات لعدة شهور على السباحة تحت سطح الماء وعلى إزالة الألغام والعوائق مع حمل العتاد القتالي لاقـتحام مواقع العدو , وكانت هذه القوات قد حصلت بالفعل على التدريب الأساسي للقوات الخاصة (المقـدرة العقـلية والقـدرة على التحمل) إلا أنها كانت تحتاج إلى التدريب على خصوصيات الأهداف , ولم يكن ذلك غير عادي , ففي كثير من الدول (كما هو الحال في المنشآت الأمريكية في فورت براج أو المنشآت البريطانية في هيرفورد) هناك مدن وطائرات وركاب وسفـن وقطارات كلها وهمية يقوم جنود القوات الخاصة المهرة بصقــل مهاراتهم الخاصة بعمليات الإقتحام والتدمير عليها . وفي المملكة العربية السعودية إهتمت المملكة كثيراً بالقوات الخاصة وهذا يظهر لنا من خلال مشاركات القوات الخاصة السعودية في عديد من الأزمات كالفصل بين المتنازعين في الصومال والتسلل إلى داخل الكويت إبان غزو حكومة صدَام حسين وقامت بتصوير الإعتقالات التي حدثت هناك وأيضاً خلال العمليات الإستباقية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وكانت النتائج مذهلة جداً على الصعيد الدولي. أما في الأردن حيث كان جلالة الملك عبد الله الثاني قائداً لقواته في السابق وكان قد تدرب مع القوات الخاصة البريطانية والأمريكية قبل توليه القيادة , فـقـد انتبه جلالته إلى أن تدريب قواته يجب أن يتم مع وضع النتيجة النهائية في البال , وهو يقول في ذلك ليس المطلوب هو تكوين جنس خارق يتكون من قتله أقوياء بدنياً . وقد كانت القوات الخاصة الملكية الأردنية التي تم نشرها في سيراليون في عامي 2000-2001 حريصة على إظهار مهاراتها وهي تعمل مع قوة متعددة الجنسيات , وكان جلالته قـد أمر بأن يكون التدريب متضمناً القدرة على الإبداع , وأظهر استعداده للعمل مع دول أخرى لتكوين قدرات تخصصية . | |
|