أولا :- التربية الدينية
على الأم وهى المنوط الأول بتربية البنت أن تنشأ طفلتها على الصلاة والصوم وحب الخير والبعد عن النميمة إلخ وأن تغرز داخلها النشأة الدينية الصحيحة , وحتى أن تؤدى الأم هذا الدور بنجاح لابد أن تكون مثلا أعلى لها فلا يجور أن تنهيها عن شيئ هى نفسها تفعله , فلا يصح بأن تأمرطفلتها بالصلاة وهى لاتصلى وهكذا , فعندما تشرع الأم فى الصلاة تجبر أبنتها الصغيرة على الوضوء أمامها ثم تصلى معها , هذه الطفلة الصثغيرة التى لاتدرك معنى الصلاة ولا تعى ما تتليه من آيات قرآنيه ولكن الصلاة ستصبح بالنسبة لها كعادة تعودت عليها إلى أن تبلغ سن الفهم ومن ثم ستدرك أهميتها , وكذلك الصوم حتى إن لم تستطع صيام اليوم بأكمله يكفى عليها عدة ساعات .
وعندما تستطيع الطفلة الحفظ تشرع الأم فى تحفيظها القرآن الكريم فى الفهم إما بنفسها إذا كانت لديها القدرة على ذلك أو عن طريق محفظة للقرآن الكريم وهذا أفضل إن كانت الظروف تسمح بذلك , , ثم المرحلة الثانية وهى تفسير القرآن حتى تستطيع أن تتعرف على أحكام الإسلام وتميز بين الحلال والحرام .
ثانيا :- التربية الأخلاقية
يجب على الأم أن تغرز فى إبنتها فضائل الأخلاق من طاعة الأم والأب وما أكبر منها سنا , إحترام الآخرين , عدم التلفظ بألفاظ خارجة أو جارحة , السماحة , إرتداء اللباس الدينى الصحيح , عدم رفع صوتها أما الآخرين , إلخ من وسائل ومقومات الأخلاق الحميدة .
ويهمنا أيضا أثناء التربية الأخلاقية أن نزرع داخل الفتاة الثقة بالنفس , وأن نعودها على إحترامنا دون الخوف منا , وبذلك نستطيع أن نراقب تصرفاتها دون عناء أو مشقة فقد تصادفها مشكلة فى المدرسة أو العمل كأن يلقى عليها شاب بكلمات حب أو رغبة منه فى الزواج بها , عندئذ لن يكون أما البنت مشكلة فى محاكاة الأم والتى بدورها سوف توجهها التوجيه الصائب , أما إذا كانت ترهب إمها فلن تحكى لها شيئا وستحكى لصديقة أو زميلة لها والتى ربما توجهها التوجيه الخاطئ .
وإذا كنا نتحدث عن فضائل الأخلاق فلا بد أن يكون كل من الأب والأم قدوة حسنه حتى إذا كان بأحد منهما سلبيات أخلاقية فلا يجب أن تعلن أما الفتاه .
ثالثا :- التربية الثقافية
ويخصنا فى هذا الموضوع التربية من زاوية معينة دون باقى النواحى الثقافية , فالمقصود هنا هو دور الأم فى مساعدة الفتاه على التعرف على نفسها بأن تشرح لها كل شيئ عن نفسها ببساطة مثل الدورة الشهرية والنمو الجسمانى للبنت ثم الجهاز التناسلى للبنت إلخ .
ولكن يجب أن نعلم بأن لكل مرحلة عمرية جرعة معينة من المعلومات وإلا فسوف تؤدى هذه الثقافة إلى نتيجة عكسية وبدلا من أن ندركها بالمعلومات , نوجهها لتجربة شيئ ما خطأ ؟
وأضرب مثلا على ذلك
الطفلة الصغيرة فى سن الثلاثة والأربعة سنوات , عندما تجلس وعبائتها مرفوعة فوق الركبة مثلا , على الأم أن تحثها بأن هذا خطأ ويجت أن تتغطى بعبائتها دون أن نذكر السبب للأنها لن تتفهمه , وعندما يصل سنها للخمس أو الستة سنوات نذكر لها الأم لما ؟
ففى هذه المرحلة العمرية سوف تتفهم الطفلة لماذا هذا الوضع خطأ ولن تتكرره وتنشأ على ذلك , وهكذا فى كل مرحلة نعطى جزءا من المعلومات .
فإذا تفهمت الطفلة كل هذه المعلومات بالإضافة إلى التربية الدينية السليمة فلن تتأذى يوما .
رابعا :- الحذر
والمقصود هنا بهذه الكلمة هو إتباع تعاليم ديننا الحنيف وفصل البنت عن الولد
نعم أختى الفاضلة فبالرغم من التربية الدينية والأخلاقية والثقافية تأتى المرحلة الرابعة وهى الفصل وهذا للأن النفس البشرية ضعيفة , وأقصد هنا بالفصل بأن يكون للبنت حجرة نوم منفصلة عن أخيها , بأن لاتترك فى المنزل وحدها مع أخيها أو أقرب الأقربين من الذكور , أو الخروج مع إبن عمها أو إبن خالها وهذا ما نهى عنه اللإسلام , ربما هذا لايحدث فى مجتمعات كثيرة لكنه يحدث فى بعض المجتمعات .
تربية دينية سليمة + تربية ثقافية + تربية أخلاقية + حذر = فتاة فاضلة يتمنناها عظماء الرجال .
اللهم أدخل الإيمان قلوبهن وأشرح صدورهن للإيمان وإحفظهن من كل مكروه .
ولله ولى التوفيق
[/COLOR]