أسانج:موقع " facebook" ارهب وسيلة ابتكرت لمراقبة الناس أسانج:موقع " facebook" ارهب وسيلة ابتكرت لمراقبة الناس | |
يستضيف برنامج " حديث اليوم " السيد جوليان اسانج مؤسس موقع " ويكيليكس " الذي أمن اطلاع الناس على مئات الآلاف من الوثائق السرية التي كانت محرمة سابقا.
س - سيد اسانج اهلا بك. من خلال عملكم بالتأكيد تشكل لديكم التصور حول طرق اتخاذ القرارات السياسية. كيف تعلقون على الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ هل تعتبرونها حقيقة إظهارا لتذمر الشعب أو تمردا متحكما فيه؟ وإذا كان الأمر كهذا من يقف وراء كل ذلك؟
ج - في عدد من أنحاء الشرق الأوسط كانت تلك الأحداث تذمرا شعبيا حقا. ومصر هي مثال قاطع على ذلك. في بداية الأمر كنت قلقا بالنسبة لما قد تنتهي إليه الثورة المصرية التي ستؤدي إلى مجرد التبديل المحلي للسياسيين مع دعم النظام السياسي السابق ولن تعمل على إجراء التغييرات الحقيقية في هيئات السلطة. ولكن بعد مغادرة مبارك جرت ثورة صغيرة في كل المؤسسات الحكومية. ومن الصعب إلغاء مثل هذه لتغييرات. أما البلدان الأخرى فجرت فيها الأمور بطرق تختلف بعض الشيء. في ليبيا مثلا اشترك رجال الدولة التابعين لمجالات مختلفة في ما يحدث على صعيد البلد. والوضع نفسه كان مستفزا بممارسات رجال الدولة. يعتبر التعاون شيئا طبيعيا في العلاقات بين البلدان المجاورة وهي علاقات النشطاء وعلاقات عائلية وعلاقات بين أصحاب الأعمال الحرة وبين السلطات. ولكن عندما تتدخل بلدان ثالثة تقع في أقاليم بعيدة في حل المسائل بين بلدين مجاورين وتتصرف بطريقة عدائية فلا يمكن اعتبار ذلك أمرا طبيعيا. بكلام آخر ما يحدث في ليبيا غير طبيعي.
س - هل للشبكات الاجتماعية مثل Facebook وTwitter دورا كبيرا في احداث الشرق الأوسط؟ وهل يمكن التحكم بها ؟
ج - في الواقع يعتبر موقع Facebook خاصة أرهب وسيلة ابتكرت لمراقبة الناس على مدى التاريخ. نرى أمامنا أكمل قاعدة للمعلومات عن الناس في العالم بمعارفهم وأسمائهم وعناوينهم وأماكن يزورونها واتصالات معارفهم والمعلومات حول أقربائهم وكل هذه المعلومات تقع في الولايات المتحدة ويعتبرالوصول إليها سهلا من قبل الاستخبارات الامريكية. إن Facebook وGoogle وYahoo كلها شركات أمريكية كبرى ذات وسائل داخلية للتوصيل لأجل استخدامها من قبل الاستخبارات الأمريكية. ولا يتلخص الموضوع في هوية العنوان الذي سترسل إليه مذكرة الإحضار إلى محكمة. المشكلة في أنه تعد وسيلة التوصيل المذكورة نفسها لكي تستخدمها اجهزة استخبارية أمريكية. هل تمتلك الاستخبارات الأمريكية موقع Facebook؟ كلا، ويكمن الأمر في شيء آخر. بإمكان الاستخبارات الأمريكية الضغط على هذا الموقع بطرق حقوقية وسياسية. تكلف عملية تسليم المدونات واحدة واحدة لمؤسسي الموقع كثيرا ولهذا جعلوا هذه العملية آلية. على الجميع أن يتفهموا أنه تعتبر عملية إضافة أصدقائنا إلى الموقع عملا مجانيا لصالح الاستخبارات الأمريكية حيث نبني لها قاعدة من المعلومات.
س - هذا السؤال حول الفضائح الأخيرة لـWikiLeaks.تُعتبر بريطانيا كورالا هادئا للإرهابيين حيث ان 35 من مساجين غوانتانامو على الأقل من بريطانيا. هل يبقى الوضع في بريطانيا كما كان عليه سابقا؟
ج - هذا صحيح لا تزال بريطانيا كورالا هادئا للإرهابيين وكذلك لا تزال كورالا هادئا للأثرياء والطغاة السابقين الذين انتقلوا إلى هناك. لنتذكر على سبيل المثال محاكمة بينوتشيت وطريقة مقاومة مارغريت تاتشر لنقله من بريطانيا ومن المستغرب أنها فعلت ذلك بمساعدة نفس المحامي الذي يشترك في عملية تسليمي من بريطانيا. بلا شك لهذه المسألة نواح إيجابية لأن هذا الواقع يعتبر مثالا لليبرالية الحقيقية في المملكة حيث من الممكن أن يأتي إلى هناك أي شخص ويتلقي الحماية. ولكن من جهة أخرى يوجد هناك تناقض. هل في الحقيقة يتلقى نشطاء يعبرون عن أفكارهم بحرية الدعم في بريطانيا؟ وفي نفس الوقت يتم تلقي ذلك الدعم من قبل أشخاص مثل نجلاء القدافي.
س- لماذا نشر WikiLeaks المعلومات الفضائحية حول سجن غوانتانامو في الوقت الراهن؟ وأوباما قد أعلن مؤخرا عن برنامجه الانتخابي الجديد. ومن وعوده الرئيسية إغلاق معتقل غوانتانامو؟
ج - توجد أسباب عديدة لنشر المعلومات المذكورة الآن وألاهم منها هي أننا منظومة صغيرة تعرضت لهجمات غير عادية في السنة الماضية وما زالت تتعرض حاليا.
و يؤثر ذلك علي سرعة نشر المعلومات و انخفاض قدرتنا على العمل السريع. نحن اخترنا وقتا مناسبا للنشر. ويمكننا أن نرى أن أوباما استسلم في إغلاق معتقل غوانتانامو وقرر إعادة فتح الدعوى في هذا الخصوص و تزعم إدارته أن 48 شخصا بقوا في غوانتانامو بصورة غير شرعية، انهم أبرياء تماما. و هم معتقلون خلال سنوات عديدة دون محاكمة ودون أمل في حل للوضع. لا يوجد بلد يوافق علي قبول هؤلاء الناس بما فيها الولايات المتحدة التي خلفت القضية المذكورة و قامت باصطياد هؤلاء الناس الأبرياء و انطلقت العملية التي كانت من البداية فاسدة. وليس غريبا أنهم محتجزون في معتقل غوانتانامو و ليس في القارة الأمريكية أو أية دولة من الدول الخليفة لها . السبب في ذلك هو ضرورة إخفائهم خارج القانون و الحفاظ عليهم بشكل غير شرعي. مثلما قامت الجزر الكاربية بعملية غسل الأموال تقوم الولايات المتحدة باصطياد الناس الأبرياء
س - الغارديان The Guardian كانت شريكة وحاليا تتقاضون مع رئاستها.. في الوقت الراهن نشر الصحفيون من The Guardian كتابا عن WikiLeaks وصفتموه بأنه هجمة عليكم. كيف تقرأون موقف The Guardian ؟
ج - هؤلاء يريدون امتلاك أكبر قدر من الحقوق للطباعة والنشر بصفتهم رئاسة تحرير الجريدة. هذا الأمر طبيعي بالنسبة لهم. كانوا يقومون بتحرير الأخبار بشكل وضع حق الناس في معرفة الحقيقة على حافة هاوية. كل ما كانوا يهتمون به هو انتقادات محتملة بحقهم. سبق لنا ان رأينا عدة مرات تحريفات لموادّ اعلامية قدمناها لهم. جريدة The Guardian من اكبر المحرّفين. ولكنا سجلنا ايضا تحريفات قامت بها جريدة The New York Times التي حولت وثيقة كانت تضم 62 صفحة الى وثيقة تضم فقرتين فقط. وهذا الامر يتناقض مع الاتفاق الذي وقعناه معهم في 1 نوفمبر 2010 والذي ينص على انه لا يمكن تحرير المواد الا اذا كانت هناك ضرورة لحماية حياة الشهود. ولا يمكن ان تكون هناك اية تحريفات اخرى لا في سبيل حماية سمعة الجريدة ولا من اجل حماية ارباحها. ليس الا سعيا الى سلامة حياة الناس. لا يفصل الغرب بين المصالح التجارية ومصالح الدولة. وفي نتيجة الخصخصة اصبحت حدود مصالح الدولة غير واضحة بل تتشابك مع مصالح الشركات. ولذلك عندما ننظر الى تصرفات الجرائد مثل جريدتي The Guardian وThe New York Times نرى خليطا من مصالح الشركات والدولة والتي تتشابك مع بعضها بشكل مخفي. جريدة The Guardian مهتمة بانتقادات محتملة من قبل هذه المصالح القوية وبدعاوى من قبل ارباب المال واولياء الامر القادرين على ممارسة الضغط في سير التحقيق القضائي.
س- لنتطرق الى المصائب التي تواجهونهاهل تخشون تسليمكم الى الجهات القضائية السويدية. ؟
ج - لهذه القضية جانبان. الولايات المتحدة تحاول رفع قضية لتسليمي الى امريكا. قرأنا اليوم ورقة استدعاء صادرة عن لجنة التحكيم العاملة في الاسكندرية بولاية فيرجينيا. يحاولون فتح قضية بحقنا بتهمة التجسس. يستمرون في العمل على هذه القضية بغض النظر عن تواجدي في بلد او في آخر. وقد يتخذون قرارا سريعا بتوجيه تهمة سيحاولون تسليمي وربما تسليم الموظفين العاملين معي. هناك قضية أخرى مرتبطة باحتمال تسليمي الى السويد. والاجراءات كلها مفسدة من البداية الى النهاية. حيث واجهنا الفساد في المؤسسات الاعلامية السويدية. وهناك اشياء غريبة مرتبطة بمجريات هذه القضية.
س - إذا غيرت بريطانيا موقفها ورفضت تسليمكم - حتى لو كان ذلك مفاجأة - برأيكم ماذا ستكون دلالات ذلك عالميا؟
ج - من المهم معرفة الدولة التي ترفض بريطانيا تسليمي إليها،وموقف بريطانيا الآن كالتالي: هي تريد أن تكون لديها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية على كل المستويات. ولذا إذا رفضت التسليم إلى الولايات المتحدة سيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة بالنسبة لها. وكذلك إذا رفضت بريطانيا التسليم إلى السويد سوف يسفر ذلك الوضع عن مشكلات كأن بريطانيا تسعى إلى إخفائي. وستشبه هذه الحالة بالتي كانت في أفغانستان حينما إنتشرت الافتراضات الخاصة بأن أفغانستان كانت تخفي أسامة بن لادن، الأمر الذي أدي في آخر المطاف إلى شن العدوان كرد فعل على ذلك. تريد الولايات المتحدة أن تعمل بشكل نشيط جدا لذلك كل بلد يحاول إخفاءنا سوف يتعرض للضغط السياسي من قبل أمريكا. وإذا حاولت بريطانيا تسليمي إلى الولايات المتحدة سوف تتورط سياسيا لأن عدد أنصارنا في بريطانيا كبير جدا.
س - هل لكم أن تقولوا لنا من هو عدوكم رقم واحد؟
ج - العدو رقم واحد هو الجهل. أتصور أن الجهل هو العدو رقم واحد للجميع، أقصد عدم إدراك وفهم ما يجري فعلا في العالم. لا يمكنكم اتخاذ قرارات صائبة وتخطيط أعمالكم على نحو فعال إذا لم تفهموا ذلك. كما من المهم أن نعرف من يشجع هذا الجهل. إنها المنظمات التي تخفي كل المعلومات والمنظمات التي تزور المعلومات وتحولها إلى معلومات غير حقيقية ومشوهة. وهذه الأخيرة هي مؤسسات إعلامية سيئة. وأنا أعتقد أن بعض المؤسسات الإعلامية سيئة جدا، وعلينا أن نفكر، ترى ألن يصبح الوضع أفضل بدونها. إنها تشوه المعلومات كثيرا، ويؤدي ذلك بالنتيجة إلى الحروب والحكومات الفاسدة. كما عرفت، كانت كل الحروب تقريبا على مدى 50 سنة الأخيرة نتاجا لكذب المؤسسات الإعلامية. ولو درست هذه المنظمات المواضيع بشكل جيد ولو لم تكرر الإعلانات الحكومية لكان بإمكانها الحيلولة دون هذه الحروب. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه بدون الكذب لا يمكن جر الناس إلى الحرب لأنهم لا يحبون الحروب، ولن يقدم الناس على المشاركة في الحرب طوعا وبشكل واع. أما المؤسسات الإعلامية الجيدة فهي تساعد على إنشاء ظروف مريحة وسلمية.
جوليان أسانج، شكرا جزيلا لكم