المبحث الثاني
تطور وسائل الخداع
إن الاهتمام العالمي بالمفهوم التكنولوجي وتطبيقاته، قد احتل المرتبة الأولى لدى دول العالم المتقدم، ومن خلال هذا الاهتمام العالمي بهذا المفهوم، كان لنظم الكشف والإنذار مكان بارز في هذا التقدم.
ويبرز الخداع على أنه أحد الطرق الرئيسة، التي يمكن عن طريقها تحقيق المفاجأة بكل مستوياتها في الصراع ومراحله المختلفة، ووصولاً إلى الصراع المسلح، سواء كان ذلك في مرحلة الإعداد للصراع المسلح، أو مرحلة إدارة الصراع المسلح، أو بعد انتهائه لفرض الإرادة على العدو.
أدى التطور المستمر والهائل، في وسائل الاستطلاع والحرب الإلكترونية وغيرها من وسائل الحصول على المعلومات، إلى إيجاد صعوبة بالغة في إخفاء أوضاع القتال وأعماله للقوات، وبالتالي صعوبة تنفيذ أعمال الخداع، أي أن ذلك يزيد من أهمية الخداع في العمليات الحربية المقبلة، مما أظهر ضرورة التطوير المستمر لأعمال الخداع؛ لتحقيق النجاح في العمليات الحربية المقبلة.
ولقد تطورت طرق ووسائل الخداع، منذ وقت طويل، فجميع الحروب مبنية على الخداع، ولهذا يجب أن نتظاهر بالعجز عن الهجوم، عندما نكون قادرين، وأن نتظاهر بالسكون عندما نستخدم قواتنا. وعندما نكون بالقرب من العدو، يجب أن نعمل ليعتقد أننا بعيدون عنه، وإن كنا بعيدين عنه يجب أن نشعره بقربنا منه.
كلما زاد التطور في وسائل ونظم الكشف والإنذار، وجب على المخطط أن يضاعف ويركز على تخطيط الخداع وتنظيمه حتى يمكن تحقيق الهدف العسكري، وهو تدمير العدو بأقل خسائر ممكنة، وفى أسرع وقت ممكن.
لا تتطلب وسائل الخداع الإلكتروني ونظمه "تكنولوجيا" عالية، أو تكلفة كبيرة، تماثل "التكنولوجيا" والتكلفة، التي يتطلبها التسليح الفعلي، مما يجعل من الخداع السلبي سلاحاً حيوياً للدول، التي لا تملك "تكنولوجيا" التسليح.
أولاً: تطور وسائل ونظم الكشف والإنذار
1. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع اللاسلكي عالمياً
أ. ظهرت تكتيكات حديثة، في مجال اكتشاف أجهزة القفز الترددي، مثل أجهزة الاستقبال ذات المسح السريع، وأجهزة الاستقبال الضاغط ذات السرعة العالية.
ب. ظهور أنظمة استطلاع، تحقق التنصت على أنظمة الميكروويف التقليدية والحديثة.
ج. التوسع في استخدام محطات لتحديد محلات أجهزة الاتصال، التي تستخدم الموجات السماوية.
د. ظهور أنواع حديثة، من محطات تحديد الاتجاه، قادرة على تحديد أجهزة الاتصال، التي تعمل بنظرية القفز الترددي.
هـ. التوسع في إنتاج معدات التحليل الفني للإشارات الملتقطة؛ للحصول على المدلولات الفنية لهذه الإشارات، خاصة التقليدية المشفرة.
و. توفير أنظمة استطلاع، لمتابعة اتصالات الأقمار الصناعية.
2. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع الراداري عالمياً
أ. توفير محطات، لها القدرة على استطلاع الرادارات الحديثة (ضغط النبضة – أنظمة الرادارات الثنائية والمتعددة المستقبلات ـ الرادارات ذات احتمالية الالتقاط المتخصصة... الخ).
ب. توفير نظم استطلاع راداري قادرة على التعامل مع الرادارات، التي تعمل على ترددات غير مطروحة عالمياً، وكذا التي تعمل على حيز تردد عال، والمستخدمة في الإنذار الإستراتيجي.
ج. ظهور أنظمة استطلاع قادرة على التعامل مع رادارات الأقمار الصناعية.
3. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الرادارية
أ. الارتفاع في الحيز الترددي، واستخدام حيزات غير مطروقة عالمياً.
ب. التوسع في استخدام الرادارات، ذات القدرة العالية على مقاومة الأعمال الإلكترونية المضادة.
ج. التوسع في استخدام رادارات، خلف الأفق.
4. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الكهروضوئية
أ. التطور في وسائل الكشف والتصوير الحراري
(1) زيادة مدى الكشف والتصوير بإنتاج كواشف حرارية، ذات حساسية عالية.
(2) زيادة مجال الرؤية للمستشعرات الحرارية، باستخدام أكثر من كاشف حراري؛ لتغطية مجال رؤية كبيرة لحظياً.
(3) الدقة في التصوير الحراري، باستغلال الحواسب الآلية في المعالجة الحرارية للصور الملتقطة.
(4) التوسع في استخدام وسائل التحذير الحراري؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الصواريخ الموجهة حرارياً.
ب. التطور المنتظر في أنظمة الكشف التليفزيونية
(1) زيادة مدى عمل أنظمة الكشف التليفزيونية.
(2) التوسع في استخدام المستشعرات الضوئية، ووسائل التصوير التليفزيونية ذات الحساسية العالية، والتي يمكنها تصوير الأهداف في الظلام.
(3) استخدام تكنولوجيا بناء الصور الحرارية.
ج. التطور في أنظمة الكشف والإنذار الليزرية
(1) استخدام رادارات الليزر لقدرته الكبيرة على التحليل والتمييز، ويتجه التطوير حالياً إلى زيادة المدى، باستخدام ليزر ذي قدرة عالية.
(2) بدء ظهور وسائل تحذير ليزرية؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الأسلحة الموجهة الليزرية.
5. التطور في الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الكشف والإنذار
أ. تطور مستشعرات أقمار الاستطلاع الإلكتروني من حيث نوعيتها، مما يواكب التقدم "التكنولوجي"، في مجال الاتصالات الحديثة، وفى مجال الأنظمة الرادارية المتطورة.
ب. تطور كل من كاميرات التصوير المرئي والحراري؛ بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح عالية.
ج. الاعتماد على مستشعرات متعددة الطيف؛ لزيادة درجة وضوح الصورة.
6. وسائل الخداع الحديثة
نظراً للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الإلكترونيات، اعتمد معظم أسلحة القتال الحديثة، إن لم يكن جميعها، على النظم الإلكترونية المتطورة، والتقدم التكنولوجي في نظم القيادة، والسيطرة، والاتصالات، والحاسبات، والإنذار على كافة المستويات، والتي تعتمد على البعد الفضائي والطائرات الموجهة بدون طيار، ووسائل الاستطلاع الإلكتروني الأرضية، والمحمولة، وغيرها من وسائل الكشف والإنذار الحديثة، بما يمكنها من المتابعة الدقيقة لمسرح العمليات بصفة مستمرة. ومن هذا المنطلق يبرز دور وسائل الخداع الحديثة، ويأتي في مقدمة هذه الوسائل الخداع الإلكتروني، الذي يعد أحد العناصر الرئيسة الفعالة في مكونات الخداع، على كل المستويات، مع أهمية ابتكار أساليب غير مألوفة، وفكر استخدام متطور لتحقيق منظومة الخداع المتكامل.
7. الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة
أ. يعد الإخفاء والتمويه والخداع الإلكتروني للأهداف الصديقة، من الإجراءات الإيجابية للخداع، حيث تعتبر الأهداف ذات الظهور الإلكتروني هي الأهداف ذات الأسطح العاكسة للأشعة الكهرومغناطيسية والكهروبصرية أو المشعة لها.
وهى بالتالي الأهداف، التي تتعرض للاستطلاع الإلكتروني المعادي، ويمكن رصدها من خلال الخصائص المميزة لكل هدف.
ب. يجب أن يتضمن الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، الآتي:
الظهور اللاسلكي، والظهور الراداري، والظهور بالتصوير الضوئي التليفزيوني، والظهور الحراري، والظهور بالليزر، والظهور الصوتي.
ويعد الظهور الراداري والكهروضوئي أخطر أنواع الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، خاصة الظهور الحراري.
ج. الظهور الراداري للأهداف
(1) هناك العديد من الأهداف الأرضية (دبابات ـ مدافع ـ مواقع رادارـ معابر …الخ) ذات أسطح عاكسة للإشعاعات الكهرومغناطيسية الساقطة عليها من وسائل الكشف الراداري وتعد بذلك أهدافاً، يمكن رصدها بواسطة وسائل الكشف الراداري، وتتبع نشاطها من خلال الخصائص المختلفة لكل هدف (المقطع الراداري – التباين بين الهدف والخلفية).
(2) إضافة إلى الظهور الراداري للهدف، فإن كل معدة إلكترونية لها بيانات وخصائص، تختلف عن الأخرى (الموجة الحاملة ـ عرض النبضة ـ التردد التكراري. النموذج الإشعاعي للهوائي ـ سرعة دوران الهوائي). ويمكن رصد ذلك وتصنيف البيانات والخصائص بواسطة عناصر استطلاع الرادار الأرضي والرادارات المحمولة، ويمكن تسجيلها وتخزينها للمساعدة على تمييز الرادارات، ويعرف ذلك بالبصمة الرادارية، ويتم ذلك بإجراء التحليل الفني بالحاسبات، وهناك ما يعرف بالبصمة العامة، وهي تلك الخصائص، التي تساعد على تمييز مجموعة الرادارات، التي تستخدم لغرض واحد، مثل (الإنذار، وتحديد الاتجاه، وقيادة النيران، والمراقبة الأرضية، والتتبع … الخ).
د. الظهور الحراري للأهداف: من الخصائص المعلومة، أن جميع الأجسام يصدر عنها إشعاعات حرارية، يمكن اكتشافها وتصويرها بالمستشعرات الحرارية، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة والطقس، حيث يتم تحويل الصورة الحرارية إلى صورة مرئية مناظرة بدقة تامة.
8. التهديدات الإلكترونية المعادية المؤثرة على أعمال الخداع الإلكتروني
أ. تهديدات الوسائل والنظم اللاسلكية الحديثة
(1) مراكز أرضية ثابتة، تستخدم على المستوى الإستراتيجي، خاصة في مجال استطلاع الترددات العالية واتصالات الأقمار الصناعية.
(2) مراكز متحركة، تستخدم على المستوى التعبوي/ التكتيكي، بغرض استطلاع الترددات العالية جداً / فوق العالية/ الميكروويف.
(3) وسائل محمولة بحراً، بالسفن والقطع البحرية.
(4) وسائل محمولة جواً، في طائرات النقل والطائرات الموجهة بدون طيار.
ب. تهديدات وسائل ونظم الكشف والتوجيه الرادارية: وهي عبارة عن نظم أرضية ونظم محمولة بحراً وجواً
(1) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البرية المعادية، في الآتي:
(أ) رادارات الإنذار والتوجيه لوسائل الدفاع الجوي.
(ب) رادارات المراقبة الأرضية.
(ج) رادارات إدارة نيران المدفعية.
(2) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البحرية المعادية، في الآتي:
(أ) رادارات المراقبة الساحلية.
(ب) رادارات الملاحة البحرية.
(ج) رادارات إدارة نيران الصواريخ سطح/ سطح.
(3) تهديدات وسائل ونظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة: يهدف الاستطلاع الإلكتروني إلى كشف وتحديد مواقع الرادارات، وقياس المدلولات الفنية، والتعرف على الخصائص الفنية، واستخدام الرادارات المختلفة؛ بهدف رسم الخريطة الإلكترونية للموقف الراداري، وبناء قواعد البيانات، ومكتبة التهديدات الرادارية؛ بغرض إخمادها بواسطة أسلحة الإخماد الحديثة، وتتمثل هذه التهديدات في الآتي:
(أ) مستقبلات التحذير الراداري.
(ب) الوسائل الرادارية المعاونة.
(ج) الاستخبارات الإلكترونية.
وهذه الوسائل، إما أن تكون أرضية، أو محمولة بحراً، أو محمولة جواً بالطائرات، وهناك أنواع منها مجهزة في طائرات موجهة بدون طيار، وكذا في المناطيد.
ج. تهديدات النظم الكهروضوئية الحديثة: وتعتبر النظم الكهروضوئية الحديثة، من أخطر التهديدات، التي ستواجه أعمال الخداع الإلكتروني، حيث من المنتظر أن يتوسع العدو في استخدام نظم الاستطلاع والتوجيه الكهروضوئية المستخدم فيها أشعة الليزر، والأشعة تحت الحمراء، وتتمثل هذه النظم في الآتي:
(1) نظم استطلاع وتوجيه بصري/ تليفزيوني
(أ) نظم الاستطلاع البصري/ التليفزيوني: الرؤية بالعين المجردة، ونظارات الميدان، والتلسكوبات.
(ب) نظم التوجيه البصري/ التليفزيوني:
1. قنابل موجهة تليفزيونياً.
2. صواريخ موجهة تليفزيونياً.
وتستخدم هذه الأسلحة، ضد الأهداف الحيوية المدافع عنها بوسائل الدفاع الجوي، بإطلاقها من خارج المدى.
(2) نظم لاستطلاع والتوجيه الحراري
(أ) نظم الاستطلاع الحراري
1. أجهزة التكثيف الضوئي: وهي الأجهزة، التي تقوم بتكبير الضوء المتبقي ليلاً(مثلاً ضوء النجوم)، والمنعكس على الأهداف، ويشمل هذا الضوء الحيز المرئي، وحيز الأشعة تحت الحمراء القريبة.
2. نظم الاستشعار (التصوير) الحراري: أثبتت أجهزة الاستشعار الحراري ونظمه كفاءة عالية في حروب الصحراء، وكذلك في أعمال القتال البحري؛ نظراً لأن الخلفية في هذه الحالة تكون منتظمة التوزيع الحراري، مما يسهل ظهور الأهداف باختلاف توزيعها الحراري، وهذه الأجهزة تعطى نموذجاً للفروق في درجات الحرارة، تشمل حيز الأشعة تحت الحمراء القريب (3 – 5) ميكرونات، وحيز الأشعة تحت الحمراء البعيد من (8 ـ14) ميكروناً.
(ب) نظم التوجيه الحراري: تنقسم الصواريخ الموجهة حرارياً إلى:
3. صواريخ باحثة عن الحرارة: وهذه الصواريخ مزودة بجهاز استشعار حراري، عبارة عن كاشف للأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأجسام الساخنة والملتهبة (مثل أجزاء العادم ومكوناته في الدبابات والطائرات)، ويقوم هذا الجهاز بتوجيه الصاروخ ذاتياً في اتجاه الجزء الساخن من الهدف.
4. صواريخ باحثة عن صورة حرارية: هذا النوع من الصواريخ مزود بنظام استشعار حراري، عبارة عن كاشف حراري، إضافة إلى كاميرا حرارية، ويقوم الصاروخ بالحصول على صورة للهدف، ومقارنتها بما هو مخزن بذاكرته، ثم يتم التوجيه نحو الهدف لتدميره.
(3) نظم الاستطلاع والتوجيه الليزري
(أ) الاستطلاع الليزري: من التطبيقات الحديثة في هذا المجال، ظهور أنظمة تقوم بعمل مسح خطى للأهداف، باستخدام أشعة الليزر. كما يستخدم حالياً ما يعرف برادار الليزر، الذي يشابه في عمله عمل الرادار المضاد، ويتميز رادار الليزر عن الرادار بالقدرة الكبيرة على التحليل والتمييز، حيث يمكن الحصول على صورة تقريبية للهدف الملتقط.
(ب) التوجيه الليزري: في حالة توجيه القنابل والصواريخ بأشعة الليزر، يتم ذلك بالأسلوب الآتي:
1. إضاءة الهدف بشعاع الليزر، من نفس الطائرة القاذفة، أو من طائرة أخرى، أو من خلال مصدر أرضي.
2. تقوم الطائرة القاذفة بالتقاط الأشعة المنعكسة من الهدف وتوجيه القنبلة/ الصاروخ عليه.
3. يقوم باحث أشعة الليزر في القنبلة/ الصاروخ، باستقبال الأشعة المرتدة من الهدف، حيث يتم تحديد زاوية الخطأ بين اتجاه الهدف واتجاه محور الباحث، باستخدام وحدة الحيز، وليظل محور الصاروخ دائماً في اتجاه الهدف، حتى اصطدامه بالهدف وتدميره.
9. الخداع الإلكتروني
أ. يعني الخداع الإلكتروني تعمد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير مسارها، أو امتصاصها، أو انعكاسها، بصورة تخلق موقفاً إلكترونياً، وهى صورة تخالف الواقع، باتخاذ بعض الإجراءات والأعمال؛ لتقليل درجة دقة المعلومات، التي يمكن أن يحصل عليها العدو، بغرض تضليله وتشتيت جهوده واستنزاف وسائله النيرانية، بهدف توفير الاستقرار المناسب للقوات والوسائل الصديقة، لتحقيق مهامها القتالية، بأقل خسائر ممكنة.
ب. وتتطلب تكنولوجيا الخداع الإلكتروني ضرورة توافر أنظمة الإخفاء والخداع، لمجابهة وسائل الاستطلاع المختلفة (تقليدية ـ إلكترونية) والمتوافرة لدى العدو، حيث إن الهدف يبدو مرئياً تماماً أمام وسائل الاستطلاع، التي يتم خداعها. (
اُنظر شكل دور ومكان الخداع الإلكتروني)
ج. الإجراءات الواجب مراعاتها عند تخطيط الخداع الإلكتروني وتنفيذه
(1) أعمال الخداع يجب أن تكون مفتوحة وطويلة الأمد، تتصف بالاستمرار، وطبقاً لخطة زمنية وتعليمات محددة وملزمة، من دون توقف، وفي توافق تام مع خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي، ومراحل تنفيذ العملية، وطبقاً لسيناريوهات دقيقة تؤدي إلى صعوبة أعمال التحليل للعدو، وبما يحقق مبدأ الواقعية.
(2) التخطيط لأعمال الخداع والتضليل بالمعلومات، وذلك من خلال إذاعة وبث أو إدخال برامج على أنظمة الحاسبات في مراكز السيطرة والتوجيه والإنذار المعادية.
(3) ضرورة التخطيط لتنفيذ الخداع المتكامل (لاسلكي ـ رادارـ كهروبصري... الخ)، بحيث يشمل كل حيز التردد، بما يتمشى مع طبيعة الأهداف ومهامها، التي يتم الدفاع عنها بالخداع وإمكانات منظومة الاستطلاع والإنذار المعادية.
(4) دمج أعمال الإخفاء والخداع الإلكتروني؛ لزيادة التأثير على نظم الاستطلاع والإنذار المعادية خصوصاً الأهداف، التي لا يمكن عمل نماذج خداعية لها.
(5) التقيد بالسرية في أعمال التخطيط، وفي نظام تداول وحفظ الوثائق المتعلقة بالخطة، مع الالتزام بعدم إخطار القوات القائمة بالتنفيذ عن حقيقة نشاطها، إضافة إلى تحقيق السرية في مجال البحوث والابتكارات الخاصة بالخداع الإلكتروني.
(6) نظراً للتطور التكنولوجي لوسائل الاستطلاع الإلكتروني، وكبر أبعادها وإمكاناتها بدخول منظومة أقمار الاستطلاع والتجسس، أصبح من الأمور الحتمية الدمج الكامل لأساليب الخداع التقليدية والخداع الإلكتروني، على طول المسرح وعمقه، والمواجهة الدقيقة لسيناريوهات الخداع، واختبار نماذج منها؛ لضمان السرية، وذلك بالحصول على الصور الجوية المختلفة من مصادر عالمية، للتأكد من فعالية هذه الخطط، أو قياس ردود فعل العدو في حالة اكتشافها، أو عدم اكتشافها.
(7) عدم تنفيذ أعمال الخداع الإلكتروني، التي لا توافق المنطق، والاستخدام السليم للقوات؛ تحقيقاً لمبدأ الواقعية والخداع المتكامل لوسائل استطلاع العدو.
(
الاقتصاد في التكاليف يتناسب مع العائد المرجو الحصول عليه من تنفيذها.
(9) تخصيص الوقت اللازم لتصميم منظومات الخداع الإلكتروني فنياً، وإجراء الاختبارات العملية لتحديد مدى فاعليتها، وتنفيذ التعديلات اللازمة للتوصل إلى الدقة المطلوبة لخداع وسائل العدو الإلكترونية.