التوك توك وطائرات الناتو.. قراءة في سياسة ضرب ليبيا

التوك توك وطائرات الناتو..
قراءة في سياسة ضرب ليبيا






المشهد في ليبيا يدعو للتساؤل والحيرة معا فلو نظرنا الي اول رد فعل للرئيس الليبي العقيد معمر القذافي عقب اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير العام الحالي وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه تعكس حالة التوتر والصدمه التى تعرض لها من جرأة الثوار وتحقيقهم نتائج اذهلته علي ارض الواقع.
اضافة الي ركوبه التوك توك الشهير الذي جعله بؤرة نشطه ومحل سخرية علي الفيس بوك واعطي انطباعا للجميع بان القذافي اصبح علي حافة الانهيار وبين موقفه الان الذي افقدنا الامل في حسم المعركة لصالح الثورة الليبية في الايام القادمة وهو صامد ويتحدث بلغة القوة ويتمادي في ارتكابه للمجازر البشرية في اكبر تحدي من حاكم تجاه شعبه غير عابئ بالمجتمع الدولي واطلاقه تصريحات استفزازية التى اشار فيها الي انه تسلم الشعب الليبي مليوني وكأنه يتحدث عن قطيع من الماشية وليس شعب له حق الحياة بحرية .
ومع تطور الاحداث تحرك الأسطول العسكري لحلف الناتو وقاد العمليات العسكرية بليبيا تحت دعوى حماية المدنيين من النظام الليبي وبالتدقيق لاداء الناتو ميدانيا سنكتشف دلالات خطيرة تعكس مدي جديته ومصداقيته في القضاء علي النظام الليبيي وذلك على النحو التالي:
* للوهلة الأولي كانت صور الطائرات العملاقة لحلف الاطلنطي بداية امل لنا جميعا في انهاء ماساة الشعب الليبي ولكن علي الميدان يمكن قراءة موقفه في اطار المفارقة بين حرب التوكتوك وطائرات الناتو التى لم تحقق الاهداف المرجوة منها حتى الان الامر الذي يجعلنا نشك في ان التوكتوك له فعالية وقدرة خارقةا كبر مما كنا نتصورها وان التوكتوك قادر علي الصمود في وجه اسلحة الناتو الفتاكة.
* الأسلوب التكتيكي لإدارة المعركة لحلف الناتو عليها علامات استفهام كثيرة حيث تتم الاتصالات عبر اسلوب يجعل اداء الحلف بطئيا جدا من خلال اتصال مندوب باخر لرئيس الناتو ثم القائد الميداني ليعطي الاوامر للطيران بالتحرك الامر الذي يستغرق ثماني ساعات كامله وهي بالمفهوم العسكري فترة طويلة جدا لا تتوافق مع وتيرة الاحداث ميدانيا .
* نوايا حلف الأطلنطي أصبحت تتجلي في كل يوم يمر دون اسقاط القذافي اذ لايعقل ان تكون هدفها حماية المدنيين وهي حينما تقتل الثوار عن طريق الخطا ترفض حتى الاعتذار الامر الذي يؤكد أنه حتى الان لايوجد قرارا فعليا للغرب بتنحية القذافي .
* عدم فعالية عمليات حلف شمال الاطلسي في مصراته تجاه قصفها بنيران الدبابات والمدفعية وقذائف المورتر مؤخرا والذي أدي إلي وفاة مدنيين كثيرين.
وفي نهاية الأمر وبعيدا عن نظرية المؤامرة يتضح لنا ان حلف الناتو له استراتيجياته التي يسعي لتحقيقها التى بالتاكيد تختلف عن اماني الشعوب العربية والتي أكثر ما أخشاه أن يكون الهدف ابعد من تامين ابار النفط الليبية ليمتد لتقسيم ليبيا الي دولتين علي غرار النموذج السوداني لتصبح مصر محاصرة جنوبا وغرباً وشمالا .
عمر رفاعي
باحث مصري
مدير ادارة التوثيق الصحفي ارابيا انفورم